Understanding Nudists, Naturists — Arabic — العربية

فهم العاريين، والناتوريست، وغير العاريين — منظور نفسي (رؤى عالمية وأسترالية)

مقدمة: هل تساءلت يومًا ما الذي يدفع شخصًا لأن يصبح عارٍ أو ناتوريست، وكيف يختلف عن شخص يفضل البقاء مرتديًا للملابس؟ تُقدّم الأبحاث النفسية الحديثة إجابات واضحة. في السطور التالية نُبسّط السمات الأساسية والفروقات بين العاريين والناتوريست وغير العاريين. كل النتائج مبنية على دراسات علمية وبيانات (بما في ذلك أبحاث أسترالية)، لكننا احتفظنا بلغة مبسطة وميسّرة. سواءً كنت ناتوريست متمرسًا أو مجرد فضولي، تابع القراءة لاكتشاف الحقيقة العارية عن هذه الفئات.

العاريون — من هم؟

العاريون هم أشخاص يستمتعون بالتعرّي لأجل الراحة أو الترفيه. قد يتعرضون للشمس عراة، يزورون شواطئ اختيارية الملابس، أو يسترخون في المنزل بلا ملابس. بالنسبة إليهم، ليست العريّة مسألة جنسية أو استعراضية، بل حرية وشعور بالارتياح. تقول الأبحاث عن نفسيتهم ما يلي:

  • الانفتاح ومرونة التفكير: يميل العاريون إلى الانفتاح على تجارب جديدة أكثر من الشخص المتوسط. في اختبارات الشخصية، يُظهر ارتفاع مقياس «الانفتاح على الخبرة» دلالة قوية على الاستعداد للشعور بالراحة أثناء التعرّي. باختصار، كثير من العاريين فضوليون، لا يتقيدون بالتقليد، ومستعدون لتحدّي الأعراف — بما في ذلك قاعدة «يجب ارتداء الملابس». قد يكونون أيضًا مبدعين أو مغامرين في مجالات أخرى من حياتهم.

  • إيجابية الجسد: وجدت دراسات أن العاريين يشعرون بصورة أفضل تجاه أجسادهم مقارنة بغير العاريين. رؤية الذات والآخرين عراة بانتظام تساعد في تهدئة المخاوف المتعلقة بالجسد. إحدى الدراسات التي شملت 300 عاري أظهرت أنهم قيّموا صورة أجسادهم بمعدل أعلى كثيرًا من مجموعة تضم 562 غير عاري. التعرض المنتظم لأجساد عادية — بما فيها الندوب والتجاعيد والأجزاء «المترهلة» — يجعل الشخص يدرك أن هذه أمور طبيعية، وبالتالي تنمو لديه ثقة صحية بمظهره.

  • السعادة والحرية: قضاء الوقت عاريًا يمكن أن يعزّز المزاج. أبحاث بريطانية أظهرت أن المشاركين في أنشطة العريّ الاجتماعي (مثل حضور فعالية ناتوريست أو حتى التشمس بدون علوي) أصبحوا أكثر رضا عن حياتهم، ويرجع ذلك إلى تحسّن صورة الجسد والثقة بالنفس. يصف كثير من العاريين الشعور بالاسترخاء والحرية والتحرّر عند خلع الملابس؛ ولا عجب أن البعض يعتبرها وسيلة فعّالة لتخفيف التوتر.

  • العاريون الاجتماعيون مقابل العاريين الانفراديين: ليس كل العاريين متشابهين. العاريون الاجتماعيون يستمتعون بالأنشطة الجماعية — يذهبون إلى شواطئ عارية أو ينضمون إلى نوادي العريّ، ويشعرون بالمساواة والرفاقية في تلك الأماكن. بالمقابل، يفضّل بعض العاريين التعرّي خصوصيًا في البيت أو عند الانفراد؛ هم يستمتعون بالراحة الشخصية لكن قد يكونون خجولين أو حذرين من أن يكونوا عراة أمام الآخرين. كلا النوعين يشتركان في حب العريّ، والفرق مجرد ميل للانفتاح الاجتماعي.

  • ليسوا منحرفين أو مضطربين: لنكسر أسطورة — العاريون ليسوا أكثر انحرافًا جنسيًا أو اضطرابًا عقليًا من غيرهم. لم تجد الدراسات النفسية دليلًا على سلوكيات جنسية شاذة بينهم؛ بل قد يكونون أقل انخراطًا في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر. والرغبة في التعرّي في الأماكن المناسبة ليست علامة مرض نفسي. بالنسبة للعاريين، العريّ تفضيل طبيعي وليس اضطرابًا؛ هم يفصلون بين العريّ والجنس.

خلاصة عن العاريين: هم أشخاص منفتحون يشعرون بالراحة في أجسادهم؛ يحصلون على دفعة سعادة من العريّ، ومعظمهم مرتاح اجتماعيًا ضمن سياقات العريّ، ويسعون لمكافحة الوصمة لأن الأدلة العلمية لا تدعم الأحكام السلبية.

الناتوريست — من هم؟

يُستخدم مصطلح «ناتوريست» أحيانًا بالتبادل مع «عاري»، لكنه يحمل عادة فلسفة أوسع: الناتوريست يربط التعرّي بنمط حياة وفلسفة — يرون أن العريّ، عندما يكون مناسبًا، وسيلة للتواصل الأعمق مع الطبيعة، وللقبول الذاتي، ولحياة أكثر صحة وصراحة. الملف النفسي للناتوريست موجزًا:

  • فلسفة الطبيعة والاحترام: الناتوريست يؤمنون بأن الجسد البشري طبيعي وجيد، وأن التعرّي في الطبيعة مفيد، وأن الجميع يجب أن يُقبل بغضّ النظر عن مظهرهم. نفسيًا، يعكس ذلك قيم مساواة وبساطة؛ إذ يُقلّل غياب الملابس من رموز المكانة والأحكام الاجتماعية، مما يعزّز شعورًا بالمساواة والاحترام المتبادل.

  • قرب أكبر من الطبيعة = سعادة أكبر: يذكر العديد من الناتوريست أن التعرّي في الهواء الطلق يمنحهم شعورًا خاصًا بالسلام والسعادة. هذا يتوافق مع دراسات تُظهر أن التواجد في الطبيعة يقلّل التوتر؛ إضافة العريّ قد تُضاعف التأثير عبر الإحساس المباشر بالشمس والهواء والماء على الجلد. يمارس الناتوريست أنشطة مثل المشي والسباحة والتخييم عراة في الأماكن المسموح بها ليعزّزوا اتصالهم بالطبيعة ويزيدوا رفاهيتهم الذاتية.

  • المجتمع والقيم: الناتوريست يشكّلون نوادي ومجموعات تحدد مبادئ مثل الاحترام والموافقة وعدم الطابع الجنسي للعريّ الاجتماعي. الانخراط بهذه القيم يدلّ على ميل للتعاون والاحترام. تجمعاتهم ترحب بتنوّع الأعمار وأنماط الأجساد وغالبًا ما تُوصف بأنها آمنة ومرحّبة؛ ويلاحظ أن الخجل من الجسد يتلاشى بسرعة في مثل هذه البيئات.

  • التزام نمطي للحياة: بالنسبة لبعض الناتوريست، تصبح الناتورية جزءًا من الهوية؛ ينظمون عطلاتهم حول منتجعات ناتوريست، ويشتركون في مطبوعات مخصّصة، وقد يدافعون عن سياسات صديقة للناتوريست. يظهر هؤلاء التزامًا وثقة بالقناعات، وقد يتحوّل بعضهم إلى ناشطين يدافعون عن الحقوق ذات الصلة.

  • التداخل مع العاريين: من حيث السمات النفسية، تتقاطع صفات الناتوريست كثيرًا مع صفات العاريين — كالإيجابية تجاه الجسد والانفتاح. الفارق أن الناتوريست يربط العريّ بنظرة حياتية أوسع، قد تمتدّ للاهتمام بالبيئة أو بالصحة الشاملة كتجسيد لمفهوم «العيش الطبيعي».

  • التعامل مع الوصمة: الناتوريست يدركون أن المجتمع العام قد لا يتفهّمهم، لذا غالبًا ما يتعلّمون الاحتفاظ بممارساتهم داخل إطار خاص. هذا يعكس مرونة نفسية: لديهم مفهوم ذاتي قوي لكنهم قادرون على التكيّف مع عدم القبول العام، مع أمل بزيادة التفاهم والقبول مع الزمن.

خلاصة عن الناتوريست: يشتركون مع العاريين في حب العريّ، لكن الناتوريست يحملون فلسفة تضع الطبيعة والصحة والقبول في صُلب الممارسة المجتمعية.

غير العاريين — ماذا عن بقية الناس؟

معظم الناس لا يتعرّون علنًا ولا ينضمون لمجموعات العريّ — هم غير العاريين بشكل افتراضي. لكن غير العاريين متنوعون من حيث المواقف النفسية، وفيما يلي تصنيف مبسّط يستند إلى مواقف شائعة، مع إشارات خاصة للأطر الأسترالية:

  • الغالبية المحايدة: شريحة كبيرة من الناس متسامحة أو محايدة تجاه العاريين/الناتوريست حتى لو لم يشاركوا بأنفسهم. قد يقولون: «لن أفعل ذلك، لكن لا مانع إن فعلها الآخرون». في استطلاع سيدني عام 2009، أيد نحو 40% المزيد من شواطئ العري، و25% لم يكن لديهم موقف قوي — أي ما يقارب ثلثي الناس لم يكونوا ضدّ الفكرة. نفسيًا، هؤلاء يحتمل أن يكون لديهم مستوى مقبول من الانفتاح أو على الأقل التسامح؛ وقد يدخلون التجربة إن وُفّرت لهم بيئة آمنة.

  • الفضوليون الخجولون: ضمن المجموعة المحايدة، بعضهم مفتون بالفكرة لكنه يشعر بالخجل أو القلق حول صورة جسده. قد يُعجبون بثقة العاريين لكنّ الخوف يمنعهم من المحاولة. نفسياً، هذا صراع بين الفضول والانعدام الثقة؛ تجربة آمنة تشجّع الكثير منهم على المحاولة، ومن ثم يزول الخجل غالبًا بعد التجربة الأولى.

  • المعارضون (المناهضون للعريّ): ثمّ من يرفض الفكرة تمامًا؛ في الاستطلاع السابق وصف نحو ثُلث التشمس العاري بأنه «مقرف» ويدعو إلى حظره. ردودهم تنطوي غالبًا على اشمئزاز أو أحكام أخلاقية، وقد يخشون من رؤية الأطفال أو يعتبرون الأمر غير لائق. نفسياً، هؤلاء قد يكونون أكثر محافظة، لديهم مشاعر خجل أو حرج تجاه الأجساد، وقد تتأثر مواقفهم بتعاليم دينية أو تقاليد ثقافية صارمة.

  • غير العاريين الواعية بالجسد: بعض المعارضين ينبع موقفهم من عدم الراحة تجاه أجسادهم الشخصية — هم لا يتحمّلون فكرة كشف «العيوب» الخاصة بهم، فيظهر رفضهم كرفض اجتماعي للعريّ. دراسات تشير إلى أن بعض المعارضين لَهُم صورة جسد أسوأ من المؤيدين. هذا لا يعني أن كل غير العاريين يعانون من مشكلة جسدية، لكنّه تفسير شائع لدى معارضة صوتية قوية.

  • السمات العامة: مقارنةً بالعاريين/الناتوريست، غير العاريين (وخاصة المعارضين) يميلون إلى تبنّي منظور تقليدي أكثر، والالتزام بالمعايير الاجتماعية والمظاهر. هم على الأغلب لم يجربوا عملية «إزالة الخجل» التي يمر بها العاريون. غير العاريين ليسوا بالضرورة أقل سعادة؛ هم يحققون الرفاه بطرق أخرى.

مقارنة سريعة: العاريون/الناتوريست مقابل غير العاريين

  • الموقف تجاه الجسد: العاريون/الناتوريست يرون الجسد شيئًا لا يستحق الخجل؛ غير العاريين يراوحون من محايدين إلى خجولين جدًا، والمعارضون يرونه مُحرجًا أو غير لائق.

  • السمات الشخصية: العاريون/الناتوريست يسجلون درجات أعلى في الانفتاح على الخبرة؛ المعارضون قد يكونون أكثر محافظة والتزامًا بالقواعد.

  • الفوائد النفسية: العاريون/الناتوريست غالبًا ما يتمتعون بصورة جسدية أفضل وربما رضا حياة أعلى. غير العاريين لا يحصلون على هذه الزيادة المتصلة بممارسة التعرّي.

  • النظرة الاجتماعية: العاريون/الناتوريست يشكلون ثقافة فرعية تمنحهم قبولًا وانتماءً؛ غير العاريين هم التيار السائد الذي لا يتعرّض للوصمة لارتداء الملابس.

  • المفاهيم الخاطئة: كثير من غير العاريين يختزلون العاريين إلى دوافع جنسية أو ميل للاستعراض؛ الأبحاث الحديثة غالبًا ما تفند هذه التصورات.

الخلاصة العامة

علم النفس يشير إلى تنوع بشري واسع. ليس كل شخص سيصبح عاريًا أو ناتوريستًا — وهذا مقبول. الأدلة تُظهر أن من يختارون أسلوب حياة خالٍ من الملابس يميلون إلى الانفتاح والقبول والراحة (أو يصبحون كذلك عبر الممارسة)، ويحصدون فوائد نفسية حقيقية مثل صورة جسدية أفضل ورضا حياة متزايد. غير العاريين قد يكونون سعداء بطرقهم الخاصة، وبعض المعارضين ينبع رفضهم من الخجل أو القيم الثقافية. الفارق الحقيقي يظهر عندما تتلبّس الأحكام السلبية — هنا يساعد الفهم العلمي في تصحيح المفاهيم. ومع تزايد وعي المجتمع بإيجابية الجسد، قد تضيق الفجوة بين العاريين وغير العاريين. حتى ذلك الحين، يبقى الاحترام المتبادل وفهم وجهات النظر المختلفة الأساس.

خاتمة: سواء كنا عراة أم مغطّين، الأهم هو احترام راحة الفرد وتعزيز صورة جسدية إيجابية. تُعلّمنا النفسية أن العاريين والناتوريست ليسوا «غريبين»؛ بل قد يكونون وجدوا مفتاحًا للقبول الذاتي يستفيد منه الجميع. وأما أولئك الذين يفضلون ارتداء الملابس، فإدراك أن العاريين لا يقصدون الصدمة أو الإساءة — بل يسعون للسعادة بطريقتهم — يمكن أن يعزّز الاحترام المتبادل. في النهاية، نحن جميعًا بشر تحت الملابس، وهذه أرضية نفسية مشتركة.

المراجع

Barlow, F. K., Louis, W. R., & Terry, D. J. (2009). Exploring the roles of openness to experience and self-esteem in body image acceptance. Body Image, 6(4), 273–280. https://doi.org/10.1016/j.bodyim.2009.07.005

Fredrickson, B. L., & Roberts, T.-A. (1997). Objectification theory: Toward understanding women's lived experiences and mental health risks. Psychology of Women Quarterly, 21(2), 173–206. https://doi.org/10.1111/j.1471-6402.1997.tb00108.x

Frankel, B. G. (1983). Social nudism and mental health: A study of the social and psychological effects of participation in a nudist camp. Journal of Psychology, 114(1), 123–132. https://doi.org/10.1080/00223980.1983.9915379

Story, M. D. (1984). A comparison of body image and self-concept between nudists and non-nudists. The Journal of Sex Research, 20(3), 292–307. https://doi.org/10.1080/00224498409551224

West, K. (2018). Naked and unashamed: Investigating the psychological effects of naturism. Journal of Happiness Studies, 19(4), 935–956. https://doi.org/10.1007/s10902-017-9852-9

Schutte, N. S., & Malouff, J. M. (2019). A meta-analytic review of the relationship between openness to experience and creativity. Personality and Individual Differences, 141, 47–56. https://doi.org/10.1016/j.paid.2019.01.043

Baker, C. F. (2009, August 25). More nudist beaches, Aussies say. ABC News. https://www.abc.net.au/news/2009-08-25/more-nudist-beaches-aussies-say/1401254

D'Augelli, A. R., & Hershberger, S. L. (1993). Anti-gay harassment and victimisation in high schools. Journal of Interpersonal Violence, 8(1), 126-142.

Smith, J. R. et King, P. E. (2020). Naturisme, identité et stigmatisation : An ethnographic review. International Journal of Social Science Research, 8(1), 45-66.